
شاركت مؤسسة تنمية وإعلام المرأة – تام في المنتدى العشرين للإعلاميات العربيات في العاصمة الأردنية- عمان. الذي افتتحته الاميرة بسمة بنت طلال- المديرة الفخرية لمركز الاعلاميات العربيات،
مثلت مؤسسة تام الصحافية بيسان اطميزة، التي تحدثت في الجلسة الأولى من المنتدى بعنوان “حرية التعبير في العصر الرقمي: الإعلامية العربية في مواجهة خوارزميات القمع”.
قدمت اطميزة مداخلة حول مقاومة تهميش المحتوى النسوي عبر الإنترنت، موضحة أن هذا التهميش لا يتم بالإقصاء المباشر، بل عبر احتواء ناعم يجعل المحتوى النسوي متماشياً مع النظم المهيمنة ويخدمها. كما أشارت إلى أن الخطاب الإعلامي المستخدم في تناول القضايا النسوية غالباً ما يتبنى لهجة دولية مؤسساتية بعيدة عن الخصوصيات والسياقات المحلية.
وتضمنت المداخلة عدداً من التوصيات العملية، منها ضرورة أن تكون المؤسسات النسوية سواء الاعلامية او المجتمعية ندية في علاقتها بجهات التمويل، من خلال بناء شراكات تضامنية عربية ومحلية فلسطينية، والعمل على تطوير أطر مفاهيمية عربية فلسطينية منبثقة من الواقع المحلي، بدلاً من استيراد المفاهيم الغربية. كما دعت إلى تعزيز التعاون المعرفي والإعلامي مع دول أميركا اللاتينية وأفريقيا، لكسر المركزية الغربية في إنتاج المعرفة.
كما تم التشديد على أهمية استعادة البعد السياسي في الخطاب النسوي- الاعلامي العربي، بوصف النسوية مشروع تغيير اجتماعي واقتصادي وثقافي لا شعاراً رمزياً، وعلى ضرورة أن تكون القضية الفلسطينية ومناهضة الاستعمار في أولوية الأجندة النسوية العربية الاعلامية. ومن هذا المنطلق، دعت إلى دعم الأصوات النسوية الفلسطينية التي تستخدم الفضاء الرقمي لمواجهة التمثيلات الاستعمارية وإعادة تعريف النسوية كمشروع للتحرر الجماعي.
وفي ختام مشاركتها، أكدت اطميزة أن النقاش حول المرأة في الإعلام لم يعد يتعلق بغيابها، بل بكيفية حضورها. فالمرأة حاضرة في الإعلانات، والبرامج، والدراما، ونشرات الأخبار، لكن يبقى السؤال الأعمق:
أيّ امرأة نراها؟ وبأيّ شروط تظهر