نظّمت وزارة الثقافة الفلسطينية، بالشراكة مع مؤسسة تنمية وإعلام المرأة “تام” وجمعية المرأة الريفية في بيت لحم، فعالية ثقافية بعنوان “دور الاعلام والفنون في توثيق التراث الفلسطيني”
خلال الفعالية، قدّمت بيسان طميزة ممثلة عن مؤسسة “تام” مداخلة موسّعة ركّزت فيها على مفهوم التراث من زاوية الذاكرة والهوية، مشددة على أن حفظ التراث لا ينبغي أن يقتصر على المهرجانات أو الأداءات الرمزية، بل يجب أن يكون فعلاً حياً على أرض الواقع يترجم قيم الانتماء والمقاومة الثقافية. وأوضحت طميزة أن قيمة التراث تكمن في مضامينه التحررية والإنسانية، فهو ليس مادة للعرض أو الزينة، بل جزء من الممارسة اليومية التي تحفظ الوجود الفلسطيني في وجه محاولات الطمس والاستلاب.
واعتمدت المداخلة على استعراض عدد من النماذج التي ساهمت في بناء الذاكرة والوعي الفلسطيني، بدءاً من الصورة الفوتوغرافية مروراً بالسينما والمسرح وانتهاءً بالإعلام، مع الإشارة إلى مبادرات ناجحة مثل مشروع “كنا وما زلنا” للصحفي طارق البكري، إضافة إلى جهود نادي الندوة الثقافي في توثيق تاريخ مدينة الخليل وحفظ تراثها المادي والمعنوي. كما تطرقت المداخلة إلى نقد ظاهرة استهلاكية التراث واستغلاله تجارياً، مؤكدة ضرورة أن يكون التراث حاضراً في الحياة اليومية لا ذكرى تُستحضر موسميّاً، وأن مواجهة استغلال الرأسمالية للتراث هي جزء من الدفاع عن الذاكرة والهوية.
واختُتمت المداخلة بدعوة إلى إطلاق مبادرات إعلامية ومجتمعية تُعزّز حفظ التراث بعيداً عن الأطر الاحتفالية الشكلية، والتركيز على العمل الميداني الحقيقي، مثل تشكيل مجموعات شبابية لمساندة العائلات في قطف الزيتون في الأراضي المهددة باعتداءات المستوطنين، معتبرة أن هذا الفعل هو التجسيد الأصدق للتراث الفلسطيني والإرث الذي يجب أن
نحميه وننقله للأجيال القادمة.